أخيرا عرفنا لغة النمل!
«حتى أتوا على وادي النمل قالت نملة: يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون» ـ صدق الله العظيم.
اما كيف سمع سيدنا سليمان النمل وعرف لغته، فهو نبي والله اعلم..
ولكن الذي عرفناه أخيرا ماذا قال النمل للنمل، وما هي لغته، فقد لاحظت الباحثة د. الفيا روبنسون من جامعة شيفلد، أن النمل يحذر بعضه البعض من أن يمضي في طريق ما، وبسرعة نلاحظ أن النمل غير هذا الطريق. واستمرت ملاحظة الباحثة البريطانية سنوات.. سلوكيات عدد كبير من أنواع النمل. واهتدت الى أن النمل يحذر بعضه البعض عن طريق إفراز مادة لها رائحة طاردة. فلا يكاد النمل يقترب منها حتى يتحول عن الطريق.. وأخذت الباحثة هذه المادة ووضعتها الى جانب طعام يحبه النمل.. فما كان من النمل إلا أن تحول الى طريق آخر..
وحللت المادة وعرفتها، وسوف تستخدم هذه المادة ضد النمل.. وذلك بان تضعها في أماكن مختلفة من البيت فيهرب النمل بعيدا عنها.. ولما جعلت المادة كثيفة، كان النمل ينحرف بعيدا عنها تماما.. ولاحظت الباحثة أن النمل يفرز مادة لزجة أخرى.. أو مواد لزجة متنوعة الرائحة.. هذه المادة تقول للنمل: أسرعوا.. البيت قد تهدم، أو أن عددا من النمل هلك.. أو أن النمل على مسافة قريبة جدا من الماء.. لا بد أن يتكاثروا عليه قبل أن يفيق ويهرب..
ولاحظت الباحثة أيضا أن بعض المواد التي يفرزها النمل فسفورية تضيء.. وان هذا الضوء يهدي النمل ليلا أو إذا كان هناك ضباب..
فلسفة النمل إذن هي مواد تهدي بها عن طريق الشم أو الخراطيم الشعرية الدقيقة جدا.. وليس معنى هذا أن النمل ليس له صوت.. بل له صوت وقد سجلت صوت النمل.. ووجدت الصوت أيضا عالي التردد، وان هناك فوارق دقيقة تماما كما أن هناك فوارق في صوت الدبيب أو الكلمات عند الحيوانات الأخرى..
كان لي صديق يدرس في ألمانيا.. اما رسالته فموضوعها: الفرق بين النمل في مصر والنمل في ليبيا. ومتى اختلط النوعان في الواحات الداخلة والخارجة؟ ومن العجيب أن صاحبي عرف الفرق وحدد بالصوت والصورة والإفراز خصائص نملنا ونملهم ـ عجبي!